أين عثر على المستحاثات الأولى؟
لقد
استوطنت الأرض طوال ألفين إلى ثلاثة آلاف سنة
أشكال كثيرة من الحياة
النباتية و الحيوانية ثم انقرضت. ونحن نعرف الآن
عن أشكال الحياة المنقرضة
من دراسة الأحافير و المستحاثات.
إن
معظم المستحاثات هي بقايا لنباتات و حيوانات حفظت لنا في الصخور. و
المستحاثات
أشكال كثيرة ، فبعضها أصداف، وبعضها عظام و حراشف أو غير ذلك من
البقايا الصلبة الأخرى للحيوانات. وفي كثير من الأحيان تحل المواد
الكيماوية
محل البقايا الصلبة. كما أن آثار الحيوانات مستحاثات أيضاً.
وكانت
المستحاثات موجودة منذ ملايين السنين قبل أن يبدأ الإنسان في قراءة
روايتها
عن الحياة الماضية على الأرض. وتوجد الآن أدلة على أن بعض البشر
الأوائل
قد شاهدوا المستحاثات ولاحظوا بأنها شيئ خاص. فقد عثر على قلادة من
مستحاثات أصداف بحرية مع الهيكل العظمي لأمرأة ماتت قبل ثلاثين ألف سنة.
وعثر
المثقفون في اليونان وروما القديمتين على مستحاثات أصداف بحرية في مناطق
جبلية
مرتفعة، وأدركوا بأنها بقايا حيوانات عاشت سابقاً في البحر،
واستنتجوا
بأن تلك الجبال كانت في الماضي تحت سطح البحر.
ولم
يبدأ العلماء فعلاً في دراسة المستحاثات حتى أواخر القرن الثامن عشر. وكان
البارون جورج كوفيه الفرنسي من أوائل الذين درسوها. ففي الصخور الممتدة
على
ضفاف نهر قرب باريس عثر كوفيه على عظام فيلة وفرس بحر وكثير من
الحيوانات
التى لم تعد تشاهد في تلك المنطقة. وأدرك بأن المناخ حول باريس
كان
مختلفاً جداً في وقت ما من الماضي، وكان مناخاً شبيهاً بمناخ الهند
وإفريقيا
اليوم.
ثم
بدأ رجل إنكليزي إسمه ويليام سميث في دراسة
المستحاثات في كل انحاء
أنكلترا. وأكتشف بأن كل نوع من الصخور فيه
مجموعة من المستحاثات. فالصخور
الأقدم تحتوى بصفة عامة على أحافير أكثر
بساطة من الأحافير الموجودة في
الصخور الأحدث. وبذلك تمكن سميث من
تقدير العمر النسبي للصخور، وفي وقت
لاحق استخدم شارلز داروين أدلة من
الأحافير ليبين كيف تطورت الأشكال الحية
من اشكال ماضية.